{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} كثير والعرب تستعمل الطول والعرض في الكثرة، فيقال: أطال فلان الكلام والدعاء وأعرض، أي: أكثر. {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ} هذا القرآن، {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} خلاف للحق بعيد عنه، أي: فلا أحد أضل منكم.{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني منازل الأمم الخالية. {وَفِي أَنْفُسِهِمْ} بالبلاء والأمراض.وقال قتادة: في الآفاق يعني: وقائع الله في الأمم، وفي أنفسهم يوم بدر.وقال مجاهد، والحسن، والسدي: {في الآفاق}: ما يفتح من القرى على محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين، {وفي أنفسهم}: فتح مكة. {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} يعني: دين الإسلام. وقيل: القرآن يتبين لهم أنه من عند الله. وقيل: محمد صلى الله عليه وسلم، يتبين لهم أنه مؤيد من قبل الله تعالى.وقال عطاء وابن زيد: {في الآفاق} يعني: أقطار السماء والأرض من الشمس والقمر والنجوم والنبات والأشجار والأنهار، {وفي أنفسهم} من لطيف الصنعة وبديع الحكمة، حتى يتبين لهم أنه الحق.{أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} قال مقاتل: أو لم يكف بربك شاهدًا أن القرآن من الله تعالى. قال الزجاج: معنى الكفاية هاهنا: أن الله عز وجل قد بين من الدلائل ما فيه كفاية، يعني: أو لم يكف بربك لأنه على كل شيء شهيد، شاهد لا يغيب عنه شيء.{أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} في شك من البعث، {أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} أحاط بكل شيء علمًا.